منتديات عبد لله القاضي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات عبد لله القاضي

عبدلله احلى ولد سعودي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 باب التوبة مفتوح وسيكبر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نجمة سما

نجمة سما


المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 03/04/2008

باب التوبة مفتوح وسيكبر Empty
مُساهمةموضوع: باب التوبة مفتوح وسيكبر   باب التوبة مفتوح وسيكبر Icon_minitimeالأحد أبريل 27, 2008 10:55 am

أي منهج ديني لا يبشر برحمة الله ولا ينبئ الناس بأن الله غفور رحيم ولا يفتح باب التوبة للمذنبين والخاطئين والغافلين هو منهج بعيد عن الله جل جلاله

بسم الله الرحمن الرحيم
(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
اللهم إنّا أتيناك مستغفرين تائبين من ذنوبنا ، فلا تجعلنا ممن صرفت عنهم وجهك وممن منعتهم عفوك ، إلهنا هب لنا كمال الإرتقاء إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياءِ نظرها الى رحمتك يا أرحم الراحمين ، والصلاة على محمد الأمين وعلى آله الطاهرين والتسليم لك يا رب العالمين ..
إن من أهم الرسالات التي بقيت بعد رسول الله (ص) والواجب علينا أن ننقلها الى كل الأجيال والى كل شعوب العالم ، هي أن ننبئ البشرية بأن الله غفور رحيم ، وهذه الرسالة ليست رسالة بسيطة بل هي من أعظم الرسائل على الإطلاق ، وهي من أكبر البشائر للبشرية حيث أنها تمد العالم كله بالقوة والقدرة والنية للإصلاح والتغيير والإنقلاب على الذنوب والشهوات والمظالم والثورة على الحياة المبتعدة عن الله سبحانه وعلى مستويات التفكير الدنيوي كله ..
فالذي يحجب بين البشرية وبين التغيير الحقيقي معضلات عدة ، لكن من أهم هذه المعضلات هو شعورها بالقنوط من رحمة الله ويأسها من الإصلاح ومن التوبة ومن الغفران الإلهي ، إلا أن هذا هو الباطل بعينه وهذا هو الموقف الذي يجب أن نغيره في أنفسنا وفي الفكر الديني كله وفي كل شعوب العالم ، يجب أن نبشر شعوب العالم ، مثلما نبشر أنفسنا ، برحمة الله وبعفوه وبغفرانه ، يجب أن نقول لهم أن الله سبحانه مستعد أن يفتح للجميع صفحة جديدة ، وأن يلغي كل آثار الماضي من الذنوب ، ونبشرهم بأن الله سبحانه لم يغلق باب التوبة بل يجددها كل يوم ، وأنه سبحانه واسع المغفرة وسريع الرضا ، يمد يده الى أهل الأرض عسى أن يغيروا واقعهم ونواياهم ويتوبوا الى الله سبحانه ..
من هنا تكون دعوتنا هذه واضحة لكل مؤمن في العالم أن ينبئ الناس بأن الله غفور رحيم ، وأن يبشرهم بأن باب التوبة مفتوح إلا عن المجرمين وهم قلة .

علينا أن نبقي جسر التوبة مفتوح للعابرين

في مسيرة الدعوة الى الله والإصلاح والهداية تنشأ المواقف المضادة لهذه الدعوة والمسيرة ، وهذا أمر طبيعي مع كل دعوة ، سواء كانت هذه الدعوة بقيادة الأنبياء أم كانت هذه الدعوة بقيادة الأولياء مثل أهل البيت (ع) ، أو حتى كانت بقيادة أي عبد من العباد المصلحين .. لكن على المؤمنين أن لا يأخذوا المواقف القطعية من أولئك الذين لم يستجيبوا للدعوة الإلهية في مرحلة من المراحل ، وعليهم أن لا يغلقوا باب التوبة عن أولئك المعارضين لهم ، وأن لا يستبعدوا تدخل الرحمة الإلهية لإنقاذ الأفراد الموجودين في أوساط جماعات مختلفة من الملل والمذاهب من أولئك الذين إنفصلوا عن مسيرة الدعوة الإلهية في مرحلة من المراحل ..
فلقد تعلمنا من الدروس الإلهية كيف ينتقل من صفوف المعاندين الى صفوف المستجيبين من لا يخطر في ذهننا أنهم سينتقلون يوماً ، ولقد أعطانا الله سبحانه الدروس في ذلك عندما إنتقل سحرة اليهود المعاندين الى جبهة الإصلاح والهداية واستجابوا لدعوة الله وصاروا من المؤمنين ، وأعطانا الله سبحانه الدرس بأخوة يوسف عندما تخلوا عن كل مشاكلهم النفسية وإستجابوا لنبي الله يوسف (ع) ، كما أعطانا الله سبحانه الدرس في الحُر الذي إنتقل من جبهة العناد والطغيان الى جبهة المنهج الإصلاحي الإلهي جبهة أهل البيت (ع) بقيادة الإمام الحسين سلام الله عليه في اللحظات الأخيرة ، رغم إن الإنتقال كان يعني الموت حتماً إلا إنه فضَّل الموت على أن يحيا بعيداً عن ساحة نصرة الحق ونصرة الداعي الى الله ، ففضل أن يكون شهيداً بين يدي أبا عبد الله الحسين (ع) على أن يكون قائداً بأمرة الفاجرين ..
هذه الدروس تعلمنا أن نبقي جسر المودة قائماً حتى مع الذين يقفون ضد المنهج الحق في يوم من الأيام ، وهذه الدروس تعلمنا أن لا نيأس أبداً من دعوة الناس الى طريق الهداية ومن دعوتهم للتوبة ولتجديد النية بإتجاه الله سبحانه ، وهذه الدروس تعلمنا أن باب التوبة مفتوح والله يهدي لدينه من يشاء وأحياناً كثيرة يهدي سبحانه من لا نتوقع أبداً إستجابته وتغير موقفه ..
ومن هنا أيضاً نفهم أن الداعي الى الله لا يتصرف بمشاعر شخصية وبثأر شخصي أبداً فهو ملك الله ويتحرك وفق الغايات الإلهية فقط .. فهذا الإمام الحسين (ع) قد وقف في كربلاء وهو يعلم أنه مقتول لا محالة إلا أنه (ع) لم ييأس من الدعوة ، فعسى أن يتوب على يديه ولو إنسان واحد ، وهكذا كان منهج رسول الله (ص) إذ إلتزم بمنهج الدعوة والهداية والإصلاح وإعطاء الفرصة لكل الأفراد الذين تأخروا بالإستجابة ، ولذلك فقد تابوا على يديه (ص) والله هو الغفور الرحيم .

التبشير بالمغفرة تكليف المؤمن

فعلينا أن نلتزم بمنهج الدعوة الدائمة الى التوبة والتبشير الدائم بالمغفرة الإلهية والأمل الدائم بأن رحمة الله سبحانه ستغير الناس وتنقلهم من حياتهم المذنبة الى الحياة المتقربة الى الله جل جلاله ، وعلينا أن لا نيأس أبداً من كل المخالفين مهما كانوا بل يكفي أن نقول إن في إصرارنا على الدعوة وعلى الهداية وعلى النصيحة وعلى لين الكلام وعلى التبشير بالمغفرة الإلهية العظيمة طاعةً لله هي من أفضل الطاعات ، وفيها فتح باب رحمة الله عليهم ، وهي تستند الى أننا ننكر ذاتنا ولا نحمل في نفوسنا أي أضغان ونتمنى التوبة والخير للجميع ..
ففي هذا المنهج نكرانٌ للذات حيث يتجاوز الإنسان المؤمن نفسه ومشاعره وكل أضغانه ، فيكون بذلك بيد الله سبحانه يوفقه لما يريد منه ، أما إذا كان المرء متعصباً لنفسه متعنتاً لمواقفه ، متحيزاً لذكرياته ومظلومياته ، فإنه لن يكون سهلاً بين يدي الله يقلبه كيفما يشاء ، بل يكون ممتنعاً عن التوفيق الإلهي والتسديد الإلهي ورافضاً للتبشير بالمغفرة الإلهية بل يكون بالعكس داعياً الى الإنتقام والثأر والى إلقاء الذين يخالفونه الى النار ..
وهكذا يكون لسان حال المؤمن في كل حين وهو يتكلم مع نفسه وهو يتكلم مع الآخرين يقول لهم (إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) ويقول لهم أطلبوا من الله سبحانه أن يغفر لكم (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) وثقوا برحمته سبحانه (إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) ولا تتوقفوا عن الدعاء والطلب أبداً ، وثقوا بأنه يسمع قلوبكم الصافية (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) ، ولا تتهموا الله بالبخل فحاشاه سبحانه لا بخل في ساحته (فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) ..
هكذا فقط نحمي منهجنا الديني من الوقوع في خطايا المناهج الدينية التي حاولت أن تغلق باب التوبة عن الناس ، والتي جعلت الطريق الى النار هو الطريق الأوسع ، تريد أن تلقي فيها كل البشرية ، وهذه المناهج الدينية تملأ اليوم كل ساحات العالم ، في مختلف الملل والمذاهب ، فكل ملة أو فرقة أو مذهب يدّعي أنه على المنهج الحق ثم لا يكتفي بذلك ، بل إنه يُنبئ الناس بأن الله ليس غفور ولا رحيم وبأنه سيلقي بهم الى النار جميعاً ، وهم لا يكتفون بذلك ، فهم لو كانت بيدهم القدرة أو أبواب السماء لأغلقوها بوجه كل من يخالفهم ..
فإن أردنا اليوم أن نعود الى منهج الهداية الحقيقية فعلينا أن نفهم أن أهم الإصلاح الذي نحتاجه في منهجنا الديني هو أن نعود الى فتح باب التوبة الواسعة والى التبشير بالمغفرة الإلهية والى التعريف برحمة الله العظيمة والى تجديد الأمل في قلوب الناس الذين أسرفوا على أنفسهم وقال شيوخهم لهم لن تنالوا رحمة الله .

الإمام المهدي (ع) باب التوبة العظيمة

حدثان سيحدثان عند بدء حركة الإمام المهدي (أرواحنا فداه) :
الحدث الأول .. هو وقوع الحكم والعقاب على أئمة الكفر وقادة الضلال وإنتهاء فرصتهم في التوبة وتحقق الإنتقام والقصاص والثأر الإلهي بهم .
الحدث الثاني .. هو إنفتاح باب الرحمة العظيمة الى البشرية جمعاء ، وإنفتاح باب التوبة الكبيرة لتدخل كل شعوب الأرض الى ساحة الطاعة الإلهية نتيجة المغفرة الإلهية والشفاعة الربانية ، وتعود كل شعوب الأرض بكل أوصافها ومللها الى أحضان الحق والعدل والإيمان والأخلاق والى مدرسة الأنبياء والأولياء (ع) والى طريق معرفة الله وحب الله سبحانه ، وتفارق المناهج الدينية المتدنية وتتخلص من أنماط الحياة الدنيوية المبتذلة وتبتعد عن ساحات الظلم النفسي أو الإجتماعي ..
فلماذا ننظر الى الحدث الأول رغم محدوديته ووقوعه على القلة من أئمة الكفر وقادة الضلال ، ونربط حركة الظهور الشريف بهذا الإتجاه وهو إتجاه واقعي يؤدي الى قطع دابر الظالمين والمُكذّبين ، ولماذا ننسى أن الإتجاه الثاني والحدث الثاني هو الحدث الأكبر وهو الحدث الأهم وهو الحدث الأعظم ، وهو الذي سيرسم حركة المستقبل وزمن الإمام (ع) وهو الذي سيؤسس أمته العالمية أمة حب الله أمة معرفة الله أمة العدل التي ليس فيها أسود ولا أبيض وليس فيها فقير ولا غني وليس فيها حاكم ومحكوم وليس فيها ظالم ومظلوم وليس فيها مسلم ومسيحي فالكل عباد الله سبحانه لأن الكل تابوا الى الله ونالوا مغفرة الله والله هو الغفور الرحيم ..
هكذا يجب أن نرى حركة الظهور ونفهمها من خلال كونها معبرة عن الله وعن رحمته وعن مغفرته وعن رأفته وعن عفوه وعن كرمه .. فمن يعرف الله سبحانه سيعرف معنى الظهور الشريف ويعرف أن الأمنية بقرب هذا اليوم هي أمنية بإنفتاح الفرصة العظيمة للرحمة والتوبة التي تخلص الجميع من ذنوبهم وتعفو وتغفر وتفتح صفحة جديدة للبشرية ..
فمن أراد أن يدعو للمهدي (ع) فعليه أن يدعو الى المغفرة الإلهية ، وعليه أن يبشر برحمة الله العظيمة وعليه أن ينبئ الناس بأن باب التوبة مفتوح وسوف يكبر .
والحمد لله رب العالمين
منقول عن:
المنبر المهدوي .. للإتصال بنا :
almnbr.almhdoi@yahoo.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
باب التوبة مفتوح وسيكبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عبد لله القاضي :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: